الكوبرا، الفاتنة الخجولة

رُبما عهِدتها على ذاك المشهد المحفور في ذهنك كلما طفت بخيالِك؛ ظهورها كبِطَلّةٍ فاتنة جعلها دائماً محطّ اختيار المغرمين بأعاجيب الأفاعي، ترفعُ هامتها بما يقرُب من ثُلث جسدها -وهي الأطول بالعالم- كما لو كانت عدوًا يتحيّن فرصته لِيُلقّنك ضربته القاضية، تُسمعك صوت «هسهسة» تقشعر منه العظام، وتقترب زحفًا لِتطلق جرعة من السم الكافي لقتلِ عشرينَ شخصاً أو ربما  فيلاً بلدغةٍ واحدة!

وهذا السم على ذلك ليس الأكثر سُميّةً بين قرنائه، كما يُستخدم مُصنّعًا في تخفيف الآلام وفي أدوية التهابات المفاصل.

والكوبرا على عُنفها وقوتها؛ خجولة متقهقرة، لا تهاجمك إلا إذا عاندتها وأثرت غضبها.

أفعىٰ ولكن تجذبها آلة «الفلوت» لشكلِها وحركتِها لا لصوتِها وعذوبتِها، فهي على كونِها تمتلكُ حاسةَ السمعِ إلا أنها صمّاءُ عن ضوضاءِ ما حولها، فقط تستشعر هزات الأرض من تحتها؛ فكُن حذرًا.